* مقدمة :
تتفاوت مراتب المدود قوة وضعفا بسبب تفاوت أسبابها وأحكامها وثبوتها في حالة الوصل و الوقف أو كلاهما معا.
* ترتيب المدود من الاقوى الي الاضعف وسبب ذلك :
١. المرتبة الاولی: المد اللازم -والمد اللاز أقوى المدود؛ لأصالة سببه وهو السكون، وثبوته وقفا ووصلا، واجتماع حرف المد مع السبب في كلمة
واحدة، ولزوم مده ست حركات.
٢. المرتبة الثانية: المد المتصل وذلك؛ لاصالة سببه وهو الهمز، وثبوته وقفا ووصلا، ووجوب مده غير أنه مختلف في مقداره.
٣. مرتبة الثالثة: المد العارض للسكون وذلك؛ لاجتماع حرف المد والسكون في كلمة واحدة، غير أنه لا يثبت إلا وققا، وحكمه الجواز، ويتفاوت مقدار مده بين القصر والتوسط والاشباع
٤. المرتبة الرابعة : المد المنفصل وجاء في هذه المرتبة، بسبب انفصال حرف المد عن الهمزة كل في كلمة، كما أنه مختلف في مقدار مده بين القصر
و التوسط وفويق التوسط (خمس حركات)، وحكمه الجواز .
٥. المرتبة الخامسة : المد البدل وذلك، لتقدم الهمزة على حرف المد وكل المدود السابقة يتأخر فيها السبب عن الشرط، وحرف المد فيه غير أصلي في الغالب بل هو مبدل من همزة، وحكمه الجواز، ومقداره حركتان دائما في رواية حفص.
وقد جمع المراتب الخمس الإمام السمنودي في لآلئ البيان بقوله:
أقوى المود لازم فما اتصل
فعارض فذو انفصال فبدل
* فوائد مترتبة على معرفة مراتب المدود
١. الفائدة الأولى: إذا اجتمع سببان من أسباب المد على حرف مد واحد أحدهما قوي والآخر ضعیف عمل بالقوي وألغي الضعيف، ومثال ذلك كلمة (ءآمين) و سبق حرف المد بهمزة فهو بدل وجاء بعد حرف المد مشدد فهو لازم، ولما كان المد اللازم أقوى من البدل عمل به وأطلق على
المد في هذه الكلمة (مد لازم).
٢. الفائدة الثانية: يجب التسوية بين المدود من نفس النوع في القراءة کالمدود المتصلة والمدود المنفصلة والمدود العارضة، بمعنى أنه متى قرأ
القارئ بوجه ما في المد المتصل يجب التزام هذا الوجه ما دام القارىء في نفس القراءة.
٣. الفائدة الثالثة: إذا تقدم مد قوي على ما ضعیف واتفقا في مقدار المد فان القوي يساوي الضعيف ويزيد عليه وذلك عند الوقف على كل منهما ومثال ذلك المد العارض والمد اللين في قوله تعالى: (الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف) ان مددنا العارض حركتين مددنا اللين حركتين
فقط، وأن مددنا العارض أربع حركات جاز في اللين حركتان أو أربع وان محدنا العارض ست حركات جاز في اللين اثنان أو أربع أو ست حركات، وإذا تقدم اللين على العارض فإن اللين الضعيف يساوي القوي في المقدار أو يقل عنه مثل: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
ان مددنا اللين حركتين وققا جاز لنا في العارض اثنان أو أربع أو ست حركات، وان مددنا اللين أربع جاز في العارض أربع أوست، وان مددنا اللين ست لا يجوز في العارض إلا ست حرکات.
* تعليقات :
أشار الإمام السمنودي إلى الفائدة الأولى التي أشرنا إليها بقوله:
وسببا مد إذا ما وجدا
فإن أقوى السين انفردا
۲) أشار الإمام ابن الجزري رحمه الله إلى الفائدة الثانية بقوله:
واللفظ في نظيره كمثله
٣) المد المنفصل و المد المتصل من طريق الشاطبية متساويان في المد، بمعنى أنه إذا مد المتصل اربع حركات مد المنفصل كذلك أربع حركات وإن مد المتصل خمس حركات يمد المنفصل أيضا خمس حركات .
٤) إذا اجتمع مد منفصل مع مد عارض للسكون، أو مد متصل مع مد عارض للسكون جاز على مد المتصل أو المنفصل أربع حرکات مد العارض ٢او ٤
أو ٦ حركات - وعلى مد المتصل أو المنفصل خمس حرکات جاز في العارض أيضا ۲ أو ٤ أو ٦ حركات، فأوجه المد في العرض جائزة مع وجهي مد المتصل و المنفصل ٤ او ٥ حركات .
٥) إذا اجتمع مد منفصل أو متصل مع مد متصل متطرف الهمز موقوف عليه :
أ- اذا كانت حركة الهمز المتطرف مفتوحة وصلا مثل : (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم الغائط أو لامستم النساء ) :
• إذا مددنا المتصل الأول أو المنفصل أو هما معا (٤ حرکات) يجوز لنا في المتصل الموقوف عليه المتطرف الهمز وجهان : (٤ ،٦ مع السكون المحض).
• وإذا مددنا ما قبله (٥ حرکات) فلنا وجهان أيضا: (٥،٦ مع السكون المحض)، فهذان وجهان يضمان إلى الوجهين السابقين فيكون المجموع أربعة.
ب- إذا كانت همزته مكسورة وصلا مثل: (والصابرين في البأساء والضراء):
• إذا مددنا المتصل الأول (٤ حركات) يجوز لنا في المتصل الموقوف عليه المتطرف الهمز ثلاثة أوجه وهي :(٤ ،٦ مع السكون المحض و٤ مع الروم).
• و إذا مددنا ما قبله خمس حركات فلنا ثلاثة أوجه أيضا: (٥ ،٦ مع السكون المحض و ٥ مع الروم)، فهذه ثلاثة تضم إلى الثلاثة السابقة فيكون المجموع ستة أوجه.
ج- إذا كانت همزته مضمومة وصلا مثل: (قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء):
• إذا مندنا المنفصل الأول (٤ حركات) يجوز لنا في المتصل الموقوف عليه المتطرف الهمز خمسة أوجه و هي: (٤ ،٦ مع السكون المحض و مع الإشمام و ٤ مع الروم).
• وإذا مددنا ما قبله خمس حركات فلنا خمسة أوجه أيضا: (٥ ،٦ مع السكون المحض و ٥، ٦ مع الإشمام و ه مع الروم)، فهذه خمسة تضم
إلى الخمسة السابقة فيكون المجموع عشرة أوجه.
تعليقات
إرسال تعليق