أحكام النون الساكنة والتنوين

مقدمة:
تتعدد أحكام النون الساكنة وكذلك الميم الساكنة خلافا لغيرهما من الحروف السواكن بسبب طبيعة مخرج هذين الحرفين، حيث إنه يشترك في إخراجهما عضوان مختلفان، أما النون فتخرج من طرف اللسان مع لثة الثنايا العليا وكذلك من الخيشوم تخرج غنتها والميم تخرج من الشفتين وكذلك غنتها من الخيشوم، فإذا ذهب أو أدغم أو أخفي مخرج الفم بقي المخرج الأنفي (الخيشوم) دالا على صفة الغنة في الحرف المدغم أو المخفي، ولذا تعددت أحكام هذين الحرفين بسبب تميزهما بصفة الغنة التي تخرج من مخرج منفصل تماما عن مخرج الفم .
تعريفات :
أ- النون الساكنة: هي النون التي لا حركة لها والتي تأتي في الاسم والفعل والحرف وتكون أصلية وزائدة ومتوسطة ومتطرفة؛ والثابتة لفظا وخطا
ووصلا ووقفا والتفصيل كما يلي:
١- هي النون الخالية من حركة الفتح أو الضم أو الكسر التي عليها سکون (رأس حاء صغيرة) (نْ)، أو معراة من الحركة (ن).
۲- ثابتة لفظا وخطا ووصلا ووقفا: أي أنها تكتب وتنطق مثل: ( من - والمنخنقة - أنزل )، وهي ثابتة حين الوقف عليها و ثابتة أيضا حال الوصل.
٣- تكون في الأسماء مثل: ( الأنعام )، والأفعال مثل: ( أنعمت - ينحتونه ) والحروف مثل: (من - إن ).
٤- وتكون متوسطة في الكلمة مثل: (ينهون - أنتم )، أو متطرفة مثل: (من -يعتصم - ولتكن ).
٥- وتكون أصلية من بنية الكلمة (لا تستقيم الكلمة بدونها) مثل: ( انعم - أنزل)، أو زائدة (تستقيم الكلمة بدونها) مثل: (فانفلق ) .
ب- التنوين:
* لغة: التصويت، تقول " نون الطائر " أي صوت الطائر .
* اصطلاحا: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا ووصلا وتفارقه خطا ووقفا ولا يكون إلا متطرفا، فهو بذلك :
١- لا يقع إلا في الأسماء مثل: (عليمًا - رحمةً - نطفةً ) .
۲- يظهر في النطق ولا يكتب في الخط (النون الساكنة الزائدة لفظا) مثل:( عاملةٌ ناصبة )
۳- متطرف فقط مثل:( ملائكةً - أزواجًا - غاسقٍ ).
* استثناءات التنوين:
كلمة (وكأين) : هذه الكلمة أصلها (كأي) ولكنها رسمت بثبوت التنوين، لذلك يوقف عليها بإثبات النون الساكنة.
* ملاحظة :
هناك فعلان رسم في آخرهما تنوين وهو نون ساكنة تسمى بنون التوكيد الخفيفة والتي رسمت تتوينا ولكنها ليست تنوينا ورسمت هكذا تخفيفا، ولذا فهي غير ثابتة في الخط والوقف كالتنوين؛ فهي إذا نون ساكنة شبيهة بالتنوين وكذا تتبع النون الساكنة والتنوين حكما وهما
1- (وليكونًا بين الصغرين ) .  سورة يوسف (۳۲)
۲- (ولنسفعا بالناصية).      سورة العلق (۱۰)
             أولا : الإظهار الحلقي
* الأمثلة :
(أ)
١:وينئون- ينهون- أنعمت- ينحتون- فسينغضون- والمنخنقة.
٢:من أهل- من هاجر- من علم- من حكيم- من غل- من خلاق.
(ب)
وجناتٍ ألفاقا- ولكل قومٍ هاد- حکيمٌ عليم- غفورّ حلیم- لعفوٌ غفور- عليمٌ خبير
* الشرح:
۱) لاحظ النون الساكنة في الأمثلة (أ) وانتبه إلى نطق معلمك لها سوف تجد أن النون الساكنة تظهر في النطق عند الحروف التي تليها، وكذلك في الأمثلة (ب) فإن التنوين يظهر عند نفس الحروف التي أظهرت عندها النون الساكنة.
۲) تأمل الحروف التي تقع بعد النون الساكنة والتنوين تجدها على الترتيب (الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء) وهي حروف تخرج من الحلق وتسمى الحروف الحلقية.
۳) من خلال الأمثلة تلاحظ أن :
• النون الساكنة تأتي مع حروفها في كلمة ومن كلمتين.
• لا يأتي التنوين مع الحروف الستة إلا من كلمتين وذلك لأن التنوين لا يكون إلا متطرفا.
* القاعدة
* الإظهار:
•لغة البيان والوضوح.
• اصطلاحا: إخراج الحرف المظهر من مخرجه دون غنة كاملة.
• حروف الإظهار: حروف الحلق الستة (ء، ه، ع، ح، غ، خ).
• كيفية الإظهار: نطق النون الساكنة والتنوين نطقا واضحا دون سكت أو فصل بالإظهار الحلقي (لخروج حروفه من الحلق )
* تعليقات:
١) سبب الإظهار الحلقي: بُعد مخرج النون الساكنة عن حروف الحلق مما يترتب عليه سهولة في إظهار النون عند هذه الحروف. لأن النون الساكنة
والتنوين يخرجان من طرف اللسان، أما حروف الحلق تخرج من الحلق فليس بينهما تقارب أو تجانس يوجب الإخفاء والإدغام فتعين الإظهار وهو الأصل عند التقاء أي حرفين.
۲) مراتب الإظهار الحلقي: (حسب البعد عن النون)
أ- مرتبة عليا: عند أقصى الحلق وهو أبعد نقطة وأغورها للداخل عند الحنجرة حيث تخرج الهمزة والهاء.
ب- مرتبة وسطي: عند وسط الحلق وهو ما فوق الحنجرة وأسفل لسان المزمار حيث مخرج العين والحاء.
ج- مرتبة دنيا: عند أدنى الحلق وهو ما فوق لسان المزمار إلى ما قبل اللهاة حيث مخرج الغين والخاء.
٣) سبب تسميته اظهارا: لظهور النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتها لهذه
الحروف الستة.
٤) سبب تسميته حلقا: لخروج الحروف الستة من الحلق.
* ملحوظة :
لا تلتقي النون الساكنة مع حروف (ء، غ، خ) في كلمة واحدة إلا في موضع واحد( وينئون ، فسينغضون، والمنخنقة ).
* فائدة :
ولعل ما يؤخذ من هذه المراتب الثلاث هو سهولة النطق بالنون مظهرة من مرتبة لأخرى؛ فكلما زاد التباعد بين النون والحرف الحلقي كان الإظهار
أسهل و أيسر فهو عند أقصى الحلق أسهل من وسطه ووسطه أسهل من أدناه وهذا لا يعني وجود أي اختلاف في نطق النون الساكنة عند هذه المراتب بل تنطق بكيفية واحدة عند الجميع.
جمع بعضهم حروف الإظهار في أول كل كلمة من قوله: (أخي هاك علما حازه غير خاسر).
* ضبط الإظهار الحلقي في المصحف :
نلاحظ أن النون الساكنة التي يأتي بعدها أحد حروف الإظهار يوضع عليها رأس حاء صغيرة .
أما في حالة التنوين فيرسم مركبا هكذا:
- في حالة الضمتين: و
- في حالة الفتحتين أو الكسرتين: ( ً).( ٍ)
تكون الفتحتان أو الكسرتان خطين متوازيين فوق بعضهما تماما لا تسبق إحداهما الأخرى فيما يسمى بتراكب أو تركيب التنوين مع تحرك الحرف بعده بحركة خفيفة دون تشدید.
وإلى حكم الإظهار يشير الإمام الجمزوري في تحفة الأطفال:
فالأول الإظهار قبل أحرف
 للحلق ست رتبت فلترفِ
همز فهاء ثم عين حاء
مهملتان ئم غین خاء

              ثانيا : الادغام
* مقدمة:
الأصل في التقاء الحروف هو الإظهار، وهو لغة العرب وأحيانا نخرج من هذا الاصل الى الادغام او الاخفاء بغرض التخفيف وسهولة النطق بسبب تماثل أو تجانس أو تقارب بين الحروف.
* الأمثلة:
أ- من يطع- وجوهٌ يومئذ.    من وال- وليٍ ولا نصير
ب- من لدنه- مالاً لبدا.      من ربهم- غفورٌ رحيم
ج- لن ندخلها- يومئذٍ ناعمة.   من مال- صحفًا مطهرة
* الشرح:
١) الأمثلة (أ) جاء بعد النون الساكنة والتنوين الحرفان (الياء، والواو) استمع إلى نطق معلمك للنون والتنوين عند هذين الحرفين تجد أنه أدغم النون والتنوين في هذين الحرفين مع وجود غنة تخرج من الخيشوم وبقي الحرفان اللذان أدغم فيهما النون الساكنة والتنوين متحركين بحركة خفيفة دون تشديد وهذا ما يسمى بالإدغام الناقص باتفاق.
۲) وفي الأمثلة (ب) تجد النون الساكنة والتنوين أدغما إدغاما كاملا في الحرفين اللام والراء) ودليله عدم وم غنة وظهور الحرفين اللام والراء مشددين وهذا ما يسمى بالإدغام الكامل باتفاق.

٣) وفي الأمثلة (ج) لاحظ ان النون الساكنة والتنوين ادغما في النون والميم مع وجود غنة (كاملة) وظهور التشديد في النون والميم وقد اختلف العلماء في تسمية هذا النوع من الإدغام فالبعض أسماه إدغاما ناقصنا على أن الغنة المتبقية بعد الإدغام هي غنة المدغم (النون الساكنة أو التنوين)، والبعض أسماه بالإدغام الكامل لظهور التشديد في الميم والنون المدغم فيهما وهذا هو الراجح.
* القاعدة:
* الإدغام
• لغة: الإدخال.
• اصطلاحا: هو إدخال حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا يرتفع عنه العضو ارتفاعة واحدة، أو هو النطق بالحرفين
كالثاني مشددا.
• حروف الإدغام: ستة أحرف مجموعة في كلمة " يرملون ".
أقسامه:
١- من حيث الغنة وعدمها:
(أ) إدغام بغنة في حروف " ينمو".
(ب) إدغام بغير غنة في حرفي " رل ".
۲- من حيث الكمال و النقصان :
(أ) كامل في حرفي اللام والراء.
(ب) إدغام ناقص في حرفي الواو والياء.
(ج) مختلف فيه: في حرفي النون والميم.
*حجته: التخفيف.
سببه: التماثل أو التجانس أو التقارب.
* كيفية الإدغام: تقلب النون الساكنة أو التنوين حرفا مماثلا للحرف الذي يليها (الراء واللام والميم والواو والياء) ثم تدغم فيه مع بقاء الغنة عند
الإدغام في (الواو والياء والميم) وذهابها عند الإدغام في (اللام والراء) أما النون (الحرف السادس) من حروف الإدغام فتدغم فيه النون الساكنة مباشرة دون قلب لتماثلهما.
* شرطة: يتبين من الأمثلة السابقة أن الإدغام لا يكون إلا من كلمتين؛ فإذا اجتمعت النون الساكنة مع حرف من حروف الادغام في كلمة واحدة أظهرت النون الساكنة فيما يسمى بالإظهار المطلق؛ وورد ذلك في اربع كلمات في القرآن وهي
صنوان -. الدنيا -.   بنيان -.   قنوان
* سبب الاظهار المطلق : لئلا يلتبس بالمضاعف، لأنها لو أدغمت لم يفرق السامع بین ما أصله نون وأصله التضعيف (صوّان، الديّا)، وكذلك للمحافظة على وضوح المعنى لانها لو ادغمت اعطت معنى اخر.
* سبب تسميته مطلقا :لعدم تقييده بحلقي أو شفوي أو قمري.
* وأظهر حفص نون (يس والقرءان) و (ن والقلم) إظهار رواية وهو من ملحقات الإظهار المطلق ولكن من كلمتين.
* استثناء : في موضع واحد فقط في سورة القيامة وهو قوله تعالى (من راق) وهذه الكلمة لا يتحقق فيها الادغام بدون غنة في روايتنا من الشاطبية برغم وجود النون الساكنة في اخر الكلمة الاولى والراء اول الثانية وذلك لوجوب السكت الذي منع الادغام واوجب الاظهار.
تعليقات:
١) اختلف العلماء في إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم من حيث الكمال والنقصان، فمن ذهب إلى أنه إدغام ناقص احتج بوجود الغنة إن الإدغام الناقص هو ذهاب ذات الحرف وبقاء صفته، ومن ذهب إلى أنه إدغام كامل احتج بوجود التشديد في المدغم فيه (النون والميم) حيث إن الإدغام الكامل هو ذهاب ذات الحرف وصفته معا، والأصح أنه إدغام کامل لظهور التشديد في الحرفين المدغم فيهما (النون والميم)، والغنة التي تظهر فيه هي غنة النون والميم المدغم فيهما وليس غنة النون الأولى التي تدغم.
۲) ذهب البعض إلى الاعتبار بتجانس الصفة وعليه فإن إدغام النون في (الميم) يكون بسبب التجانس.
۳) على مذهب الفراء في مخارج الحروف يكون إدغام النون في (اللام والراء) بسبب التجانس - حيث إن الفراء يجعل هذه الحروف من مخرج
واحد.
٤) أظهر حفص نون (يس والقران) وكذلك (ن والقلم) وذلك بسبب الانفصال الحكمي ومعناه اختلاف حكم النون في (يس)، و ( ن ) عن حكم الواو في ( والقرءان) ، و (والقلم) ، فالأول حرف هجائي والثاني حرف معنى( اللقسم) والأصل في حروف الهجاء أن تنطق وصلا بنية الوقف، يعني إن وقفنا عليها أظهرنا النون فتوصل كذلك مظهرة والبعض پسميه إظهار رواية يعني أنه نقل هكذا مظهرا عن المشايخ، وبعض الطرق عن حفص تدغم النون في هذين الموضعين بسبب الاتصال اللفظي يعني وقوع الواو بعد نون ساكنة دون النظر إلى الاختلاف الحكمي بين الحرفين كما سبق.
ه) (طسم) تدغم نون (سين) في (میم) قولا واحدا بسبب الاتصال اللفظي والرسمي.
* ضبط الإدغام في المصحف:
 علامة الإدغام الكامل في المصحف تعرية النون الساكنة من علامة السكون وتشديد الحرف التالي لها هكذا: (من لدنه)(من رزق) أما التنوين فيرسم متتابعا مع التشديد في الحرف التالي له .
* وعلامة الإدغام الناقص تعرية النون من علامة السكون وعدم تشديد الحرف التالي لها هكذا: (من يطع) (من وال) والتنوين يرسم متتابعا مع عدم تشديد الحرف التالي له .
أشار الإمام الجمزوري إلى حكم الإدغام في تحفته بقوله:
والثان إدغام بستة أتت
 في يرملون عندهم قد تثبت
لكنها قسمان قسم يدغما
 فيه بغنة بينمو علما
إلا إذا كانا بكلمة فلا
تدغم كدنيا ثم صنوان تلا
والثان إذغام بغير غنة
في اللام والراء ثم کررنه


          ثالثا: الإقلاب (القلب)
* الأمثلة:
أ- (١) أنبئوني.         فأنبتنا
(٢) من بخل.          من بعد
ب- سميع بصير.          عليم بذات الصدور
* الشرح
النون الساكنة والتنوين في الأمثلة السابقة وقع بعدهما حرف الباء، انطق هذه الكلمات بعد سماعها من معلمك ولاحظ ماذا حدث للنون الساكنة والتنوين،تجد نفسك تنطق النون میما مخفاة
مع وجود الغنة، وهذا ما يسمى بالإقلاب
وهو أنك حولت النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة (خفيفة) مع غنة مقدارها حركتين، وإذا تأملت الأمثلة السابقة تجد النون الساكنة جاء بعدها حرف الباء من كلمة ومن كلمتين أما التنوين فلا يكون مع حرف الباء إلا من كلمتين.
* القاعدة :
* الإقلاب:
• لغة: تحويل الشيء عن وجهه.
• اصطلاحا: قلب النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة بغنة.
• حرف الإقلاب: حرف واحد فقط هو (الباء).
* خطوات الإقلاب:
١- قلب النون الساكنة أو التنوين ميما.
۲- إخفاء هذه الميم عند الباء
٣- إظهار غنة بمقدار حركتين.
* كيفية الإقلاب
ذهب الاكثرون إلى إطباق الشفتين وتلامسهما تلامسنا خفيفا دون کز (ضغط).
وذهب البعض الآخر ناقلين عن شيوخهم إلى ترك فرجة بسيطة بين الشفتين مع مراعة عدم اتساع هذه الفرجة حتى لا يهمل الحرف المخفي فلا يدري ان كان ميم ام نون.
* سببه: تعسر نطق النون الساكنة والتنوين مظهرين عند الباء وتعسر إدغامهما فيها أو إخفائهما عندها لاختلاف المخرج والصفات فتوصل إلى قلب النون الساكنة الى حرف يجتمع مع الباء في المخرج ويتفق مع النون في الصفات وبذلك يسهل اخفاؤه عند الباء وتتجنب مشقة وعسر نطق النون الساكنة والتنوين عند الباء.
* تعليقات
۱) علة اختيار الميم دون سائر حروف الهجاء: لاتحاد النون والميم في الصفة (الغنة) والتقارب النسبي في المخرج، ولاتحاد الميم والباء في المخرج وتقاربهما في الصفات .
۲) من الأخطاء الشائعة في حكم الإقلاب:
أ- كز (ضغط) الشفتين بحيث يظهر في النطق ميم مشددة والمطلوب أن تكون الميم خفيفة (مخفاة) مع الغنة
ب- اتساع الفرجة بين الشفتين لمن يقرأ بالفرجة فيترتب عليه خروج صوت مبهم لا يمكن تحديد أهو ميم أم نون.
ج- إشباع حركة الحرف السابق للنون المقلبة حتى يتولد منها حرف مد هكذا (عليمو بذات) (مين بعد) (سميعا ا بصيرا).
د- عدم ظهور الغنة بمقدار حرکتین.
* ضبط الإقلاب في المصحف؛
وضع ميم قائمة فوق النون الساكنة بدلا من علامة السكون وتتحرك الباء بحركة خفيفة هكذا: (من بعده) أما التنوين فتبدل الحركة الثانية منه
ميما وتتحرك الباء بحركة خفيفة هكذا:( عليم بذات الصدور) ( سميعا بصير ) ( علم بالملأ )
أشار الإمام الجمزوري في تحفته إلى حكم الإقلاب بقوله:
والثالث الإقلاب عند الباء
 ميما بغنة مع الإخفاء

   رابعًا: الإخفاء الحقيقي

* القاعدة :
الإخفاء :
لغة : الستر
اصطلاحا : نطق النون الساكة والتنوين بصفة متوسطة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع وجود غنة .
* حروفه: الخمسة عشر حرفا المتبقية بعد حروف الإدغام - يرملون - وحروف الإظهار - ء ، ه ، ع ، ح ، غ ، خ - وحرف الإقلاب ب
* حجته: التخفيف.
* كيفية الإخفاء :
• إلغاء مخرج النون الفمي وعمل غنة تخرج من الخيشوم بمقدار حركتين.
• مراعاة تفخيم الغنة عند حروف [الصاد- الضاد- الطاء- القاف- الظاء) وترقيقها عند باقي الحروف؛ ويشير إلى ذلك الإمام السمنودي صاحب لآلئ البيان:
.....................وتتبع الألف
ما قبلها والعكس في الغن ألف
* سببه: أن حروف الإخفاء لم تقترب من مخرج النون كقرب حروف الإدغام فتدغم، ولم تبعد عنها كبعد حروف الإظهار فتظهر، لذا نطقت النون
عندها بصفة بين الإظهار والإدغام هي صفة الإخفاء.
* سبب تسميته بالاخفاء الحقيقي: لتحقق إخفاء النون وانعدامها ولا يتبقى منها إلا الغنة ولاتفاق العلماء على ذلك.
تعليقات :
۱) هناك فرق بين الإدغام والإخفاء الحقيقي:
• الإخفاء يكون عند الحرف والإدغام يكون في الحرف.
• الإخفاء ليس معه تشديد والإدغام فيه تشديد مع بعض حروفه (النون،
الميم، الراء، اللام).
• الإخفاء يأتي من كلمة ومن كلمتين والإدغام لا يكون إلا من كلمتين.
۲) للإخفاء مراتب ثلاث:
والمراتب تعني كيفية الاداء فالإخفاء عند [ ط، د، ت ] يكون أقرب للادغام بمعنى انعدام النون تماما وظهور الغنة فقط ضعيفة عند هذه الحروف الثلاثة وتسمى هذه المرتبة مرتبة عليا، أما عند (ق، ك) فتظهر الغنة بوضوح شدید كأن بعضا من النون يظهر في النطق وتسمى هذه المرتبة مرتبة دنيا، وأما عند باقي الحروف فتظهر الغنة بحالة متوسطة بين المرتبتين السابقتين وتسمى هذه المرتبة مرتبة وسطى، وكل ذلك يضبط بالتلقي الصحيح من أفواه المشايخ المتقنين.
۳) الإخفاء نوعان:
١- إخفاء حركة: أي تبعيضها مثل: (تأمننا) يجوز قراءتها بالروم والإشمام.
۲- اخفاء حرف: وينقسم إلى
أ- تبعیض الحرف وستر ذاته ويكون في (الإقلاب، الإخفاء الشفوي).
ب- إعدام الحرف وستر ذاته ويكون في (الإخفاء الحقيقي).
٣ ) من الأخطاء الشائعة في حكم الإخفاء الحقيقي:
١- عدم تمييز مراتب الإخفاء في الأداء كما ذكرنا سابقا.
۲- إلصاق طرف اللسان في لثة الأسنان فتظهر نون خالصة.
٣- إشباع حركة الحرف السابق للنون الساكنة أو التنوين كما ذكرنا في الأحكام السابقة.
٤- عدم ضبط غنة الإخفاء تفخيما وترقيقا بحسب يأتي بعدها من حروف.
* ضبط الإخفاء الحقيقي في المصحف :
تعري النون الساكنة من السكون ويبقى الحرف بعدها بدون تشدید اما التنوين فيرسم متتابعا مع بقاء الحرف بعده أيضا بدون تشديد .
وقد أشار الإمام الجمزوري إلى حكم الإخفاء في تحفته بقوله:
والرابع الإخفاء عند الفاضل
من الحروف واجب للفاضل
في خمسة من بعد عشر رمزها
 في كلم هذا البيت قد ضمنتها
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
 دم طيبا زد في تقی ضع ظالما
للانتقال إلى الدرس التالي (أحكام الميم الساكنة) اضغط هنا