الفهرس

تاء التأنيث

مقدمة :
من خصوصيات الرسم (المفتوحة)العثماني أن بعض كلماته تكتب بتاء التأنيث المربوطة وتوجد لها نظائر تكتب بالتاء المجرورة (المفتوحه) وكلا الأمرين لغتان من لغات العرب فأحيانا تقف العرب على مثل هذه الكلمات بالتاء فترسم بالتاء المجرورة موافقة للغتها، وأحيانا تقف عليها بالهاء فتكتب بالتاء المربوطة موافقة للغتها.
 الأمثلة:
(أ) 1- "رحمت آلله عليكم أهل البيت (هود: ۷۳)
۲- فهل ينظرون إلا سنت الأولين " (فاطر: 43)
3- "يأيها الذين امنوا أذكروا نعمت اللي عليكم " (المائدة: 11).
(ب) 1- " وإنه هدى ورحمة للمؤمنين " (النمل: ۷۷)
۲- "سنة من قد أرسلنا قبلك من" (الإسراء: ۷۷)
3- " وأذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به " (المائدة: ٧).
الشرح:
في الأمثلة (أ) انظر إلى الكلمات (رحمت، سنت، نعمت) تجد أنها كتبت بالتاء
المجرورة، اطلب من معلمك الوقف علي هذه الكلمات ماذا تلاحظ؟ افعل نفس
الشيء مع نفس الكلمات في القائمة (ب) ما الفرق؟ وما السبب؟ ناقش زملاعك ومعلمك لتحصل على إجابات صحيحة.
القاعدة:
الكلمات التي تكتب بالتاء المفتوحة ولها نظائر تكتب بالتاء المربوطة يوقف بالتاء كما رسمت ويدخلها الروم والإشمام عند الوقف عليها بشروطهما.
أما الكلمات التي كتبت بالتاء المربوطة فلا يوقف عليها إلا بالهاء ولا يدخلها الروم والإشمام.
هاء التأنيث في القرآن الكريم نوعان:
الأول: مرسوم بالهاء وهو المسمى بالتاء المربوطة.
الثاني : مرسوم بالتاء وهو المسمى بالتاء المفتوحة أو المجرورة أو المبسوطة.
وهذا من خصائص الرسم العثماني كما تقدم في باب المقطوع والموصول ولابد القارئ من معرفة النوعين جيدا ليقف على المرسومة بالتاء المربوطة بهاء، وعلى المرسومة بالتاء المفتوحة بتاء حسب الرواية التي يقرأ بها اضطرارا أو اختبارا بالموحدة" ولكل من النوعين كلام خاص نوضحه فيما يلي:
أما هاء التأنيث المرسومة بالتاء المربوطة فإنها تكون في الاسم المفرد نحو قوله تعالى: وأولئك  عليهم صلوات من ربهم ورحمه) وقوله تعالى: (وما بگم من نعمة 
فمن الله } وقوله تعالى: (ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة وما إلى ذلك.
ومنها: المسبوقة بألف المد كقوله تعالى: {وأقيموا الصلوة واءاتو الزكاة) ، وقوله تعالى: (وجئنا ببضاعة مزجاة). 
وقد تكون في الاسم المفرد المضاف إلى الاسم الظاهر في غير المواضع المرسومة منها بالتاء المفتوحة كقوله تعالى {وآجعلني من ورئة جنة النعيم) ولا خلاف في هذا النوع في أنه مرسوم بالتاء المربوطة ويوقف عليه بالهاء لجميع القراء وهو الذي يصدق عليه تعریف هاء التأنيث الذي يقول: "وهي التي في الوصل تاء وفي الوقف هاء".
أما هاء التأنيث المرسومة بالتاء المفتوحة فهي قسمان: قسم اتفق فيه القراء على قراءته بالإفراد، وقسم اختلفوا فيه فقرأه بعضهم بالإفراد وبعضهم بالجمع. وفيما پلي الكلام على كل قسم:
القسم الأول:
هاء التأنيث المتفق على قراءتها بالإفراد والمرسومة بالتاء المفتوحة:
تقع هذه الهاء في القرآن الكريم في ثلاث عشرة كلمة في واحد وأربعين موضعاًوكلها في الأسماء المفردة المضافة إلى الاسم الظاهر والوقف عليها مختلف فيه بين القراء فمنهم من وقف عليها بالهاء وإجراء لهاء التأنيث على سنن واحد وهي لغة قريش، ومنهم من وقف عليها بالتاء المفتوحة وفقا للرسم وهي لغة حمير وطيي، وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه ممن وقف عليها بالتاء المفتوحة، والكلمات الثلاث عشرة التي انحصرت فيها هذه الهاءات هي: (رحمت و نعمت ولعنت وامرأت ومعصيت وشجرت وسنت وقرت وجنت و فطرت وبقيت وابنت وكلمت). وقد تكرر منها ست كلمات وهن الخمس الأولى مع الكلمة "سنت" والسبع الباقية لم تتكرر وقد رتبناها هذا الترتيب وفقا لترتيب المقدمة الجزرية ليسهل على الطالب فهمها.
 وفيما يلي تفصيل الكلام عليها واحدة واحدة فنقول وبالله التوفيق.
الكلمة الأول: رحمت":
وقد رسمت بالتاء المفتوحة في سبعة مواضع في القرآن الكريم وهي:
الأول : قوله تعالى: (وأولئك يرجون رحمت الله (۲۱۸)) باليقرة.
الثاني : قوله تعالى: (إن رحمت ال قريب من المحسنين) (26) بالأعراف.
الثالث : قوله تعالى: (ورحمة الله وبركاته  عليكم أهل البيت (۷۳)) بهود.
الرابع: قوله تعالى: (ذكر رحمت ربك عبده زكريا (۲)) بمریم.
الخامس: قوله تعالى: (فانظر إلى ءاثر رحمت الله (50)) بالروم.
السادس والسابع: قوله تعالى: (أهم يقسمون رحمت ربك) ، (ورحمت ربك خير مما يجمعون) (۳۲) » الموضعان بالزخرف.
وما سوى هذه المواضع فإنها بالهاء المربوطة رسما ووقفا بالإجماع نحو قوله تعالى: (ولا تقنطوا من رحمة الله (٥٣) بالزمر.
ملحوظة: في قوله تعالى: "فبما رحمت من الله لنت لهم " في سورة آل عمران الخلاف والعمل على رسمها بالتاء المربوطة. 
الكلمة الثانية: تعمت" :
وقد رسمت بالتاء المفتوحة في القرآن في أحد عشر موضعا وهي كالتالي؛ الأول: قوله تعالى: {واذكروا نعمت الله عليگم وما أنزل عليگم (۲۳۱))  بالبقرة.
الثاني: قوله تعالى: (واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء (۱۰۳)) بآل عمران.
الثالث: قوله تعالى: (ياأيها الذين امنوا أذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم (۱۱)) بالمائدة.
الرابع والخامس: قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله (۲۸))، وقوله تعالى: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها (٣٤) » الموضعان بإبراهيم.
السادس والسابع والثامن: قوله تعالى: وبنعمت الله هم يكفرون (۷۲)،
(يعرفون نعمت ثم ينكروها (۸۳)، (وأشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون (۱۱٤) الثلاثة بالنحل.
التاسع : قوله تعالى: (ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله (۳۱) بلقمان.
العاشر: قوله تعالى: (يأيها الناس اذكروا نعمت اللي عليكم (۳) بفاطر.
الحادي عشر: قوله تعالى:  (فذكر فما انت بنعمت ربك بكاهنٍ ولا مجنون (۲۹) بالطور.
وما عدا هذه المواضع فبالهاء المربوطة رسما ووقفا بالإجماع كقوله تعالى:
واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي وائقگم بة (7) الموضع الأول بالمائدة وقوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (۱۸) بالنحل.
ملحوظة: وهناك موضع مختلف فيه وهو في قوله تعالى: " ولولا نعمة ربي لكنت من  المحضرين " الصافات ٥۷ والعمل عرسمه بالتاء المربوطة.)
الكلمة الثالثة: "لعنت":
قد رسمت بالتاء المفتوحة في موضعين اثنين في القرآن الكريم.
أولهما: قوله تعالى: ثم نبتهل فتجعل لعنت آلله على الكذبين (61)
بال عمران.
وثانيهما: قوله تعالى: 
(والخامسة  أن لعنت الله عليه إن كان من الكذابين) (۷) بالنور، وما سوى هذين الموضعين فبالهاء المربوطة رسما ووقفا لجميع القراء كقوله تعالى: (كفار وأولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (161)بالبقرة وقوله تعالى: (وأولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله  والملائكة والناس أجمعين (۸۷) بآل عمران.
 الكلمة الرابعة: "امرأت:
وشرط رسم هذه الكلمة بالتاء المفتوحة ذكرها مع زوجها ووقعت في القرآن
الكريم بهذا الشرط في سبعة مواضع وهي كالتالي:
الأول: قوله تعالى: (وإذ قال آمرات عمران (۳۰) بآل عمران.
الثاني والثالث: قوله تعالى: (وقال نسوة في المدينة أمرأت العزیز تراود فتاها عن نفسه (۳۰)، وقالت آمرأت العزيز آلئن حصحص الحق (٥١) الموضعان بيوسف.
الرابع قوله تعالى: وقالت امرات فرعون قرة عين لي ولك (۹) بالقصص.
الخامس والسادس والسابع: قوله تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا فروا امرات توح وامرات لوط (۱۰)، وقوله سبحانه :(وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون  (۱۱) الثلاثة بالتحريم ولم يوجد في التنزيل لفظ امرأت مضافا إلى الاسم الظاهر إلا هذه المواضع
السبعة.
أما لفظ امرأة في الاسم المفرد غير المضاف للظاهر فهو متفق عليه بين جميع القراء في أنه مرسوم بالهاء المربوطة والوقف عليه كذلك كقوله تعالى: (وامرأة
مؤمنة (50)  بالأحزاب وما شابهها كما تقدم. 
الكلمة الخامسة: "معصيت":
قد رسمت هذه الكلمة بالتاء المفتوحة في موضعين اثنين لا ثالث لهما في القرآن الكريم
أولهما: قوله تعالى: (ويتناجون بالإثم والعدون ومعصيت الرسول (٨).
وثانيهما: قوله تعالى: {فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول (۹)
والموضعان بالمجادلة.
و الكلمة السادسة: شجرت ":
رسمت بالتاء المفتوحة في موضع واحد في القرآن الكريم وهو قوله تعالى: (إن شجرت الزقوم (43) بالدخان وما سوى هذا الموضع فبالهاء المربوطة
رسما ووقفا بالإجماع كقوله تعالى: (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (۱۲۰)بسورة طه، وقوله تعالى: (أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم (٦٢ ) بالصافات.
الكلمة السابعة: "سنت":
رسمت هذه الكلمة بالتاء المفتوحة في القرآن الكريم في خمسة مواضع هي:
الأول : قوله تعالى: (وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين (۳۸) بالأنفال.
الثاني والثالث والرابع: قوله تعالى: هل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله  تحويلا (43) الثلاثة . بسورة فاطر.
الخامس: قوله تعالى:( سنت الله التي قد خلت في عباده (٨٥ ) آخر سورة غافر.
وما عدا هذه المواضع الخمسة فبالهاء المربوطة رسما ووقفا للجميع كقوله تعالى: (سنة الله في الذين خلوا من قبل (۳۸)، (٦٢ ) وكلاهما بالأحزاب وما شابه ذلك.
الكلمة الثامنة: "قرت":
رسمت هذه الكلمة بالتاء المفتوحة في موضع واحد في التنزيل وهو قوله سبحانه: {وقالت آمرات فرعون قرت عيني لي ولك (۹) بالقصص وما سواه فبالهاء
المربوطة رسما ووقفا بالإجماع كقوله تعالى: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا (74) بالفرقان وقوله سبحانه: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين (۱۷) بالسجدة.
: الكلمة التاسعة: "جنت":
قد رسمت هذه الكلمة بالتاء المفتوحة في موضع واحد في القرآن الكريم وهو قوله تعالى: «فروح وريحان وجنة نعيم  (۸۹) بالواقعة وما عداه فبالهاء المربوطةرسما ووقفا للجميع بالاتفاق كقوله تعالى: (قل أذالك خير أم جنة الخلد  التي وعد
المتقون (١٥) بالفرقان. وقوله سبحانه: {واجعلني من ورثة جنة النعيم (٨٥ )
بالشعراء.
الكلمة العاشرة: فطرت":
هذه الكلمة لا نظير لها في القرآن الكريم وقد رسمت بالتاء المفتوحة في قوله تعالى: (فطرت الله التي فطر الناس عليها (۳۰) » بالروم.
الكلمة الحادية عشرة: "بقيت":
رسمت هذه الكلمة بالتاء المفتوحة في موضع واحد في القرآن الكريم وهو قوله تعالى: (بقيت الله خير لكم (٨٦ ) بسورة هود وليس في القرآن الكريم غير هذه
الكلمة مضافة إلى الاسم الظاهر.
أما لفظ بقية في الاسم المفرد غير المضاف إلى الاسم الظاهر فنحو قوله تعالى:
وبقية مما ترك ءال موسى وءال هارون (۲٤٨)* بالبقرة وهذا ونحوه من المتفق عليه بين عامة القراء على أنه بالهاء المربوطة رسما ووقفا كما مر.
الكلمة الثانية عشرة: "ابنت":
هذه الكلمة من الكلمات التي لا نظير لها في القرآن الكريم وقد رسمت بالتاء
المفتوحة في قوله تعالى: (ومريم ابنت عمران (۱۲) بالتحريم.
الكلمة الثالثة عشرة: "كلمت" :
هذه الكلمة رسمت بالتاء المفتوحة على المعتمد في موضع واحد في القرآن
الكريم في قوله تعالى: (كلمت ربك  الحسنى  على بني إسرائيل بما صبروا (۱۳۷) بالأعراف) وما عداه فبالهاء المربوطة رسما ووقفا للجميع كقوله تعالى: {وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا (40) بالتوبة، وقوله سبحانه:المؤمنين والزمهم كلمة التقوی (۲٦) بالفتح وما إلى ذلك.
وقد أشار الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية إلى الثلاث عشرة كلمة المتقدمة بقوله:
ورحمت الزخرف بالتا زبرة 
الأعراف روم هود كاف البقرة 
نعمتها ثلاث نحل ابرهم 
معاً الخيرات عقود الثاني بهم 
لقمان ثم فاطر كالطور 
عمران لعنت بها والنور 
وامرات يوسف عمران القصص 
تحريم معصيت بقد سمع يخص 
شجرت الدخان سنت فاطر 
كلَّا والانفال حرف غافر 
قرت عين جنت في وقعت 
فطرت بقيت وابنت وكلمت 
أوسط الأعراف................ 
..................................... 

تتمة:
يلحق بهذا القسم ست کلمات رسمت بالتاء المفتوحة، منها ثلاث كلمات مضافة
إلى الاسم الظاهر والثلاث الأخرى غير مضافة.
أما الكلمات الثلاث المضافة:
فأولاها: كلمة "ذات" في قوله تعالى: ( حداق ذات بهجة (٦۰) بالنمل فقط، واختلف القراء في الوقف عليها، فمنهم من وقف بالهاء، ومنهم من وقف بالتاء، ومنهم حفص.
أما كلمة "ذات" في غير سورة النمل فبالتاء المفتوحة رسما ووقفا للجميع بالإجماع نحو قوله تعالى: (وأصلحوا ذات بينكم (۱)» بالأنفال، وقوله سبحانه:
ويعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور (4)
بالتغابن ونحوها.
وثانيها: كلمة "مرضات" في قوله تعالى: آبتغاء مرضات الله (۲۰۷)، (۲٦٥ )
في موضعي البقرة، وموضع النساء وقوله سبحانه: تبتغی مرضات أزواجك (۱)
بالتحريم
وثالثها: كلمة "ولات" في قوله تعالى: ولات حين مناص (۳) بص.
أما الكلمات الثلاث غير المضافة:
فأولاها: كلمة "ياأبت" وهي في سورة يوسف وسورة مريم والقصص
والصافات.
وثانيها: كلمة "هيهات" في قوله تعالى: هيهات هيهات لما توعدون (۳٦) في
الموضعين بالمؤمنون.
وثالثها: كلمة "اللات" في قوله تعالى: افرئيتم اللات والعزى (۱۹) » بالنجم.
وقد نظم هذه الكلمات الست الملا علي القاري في شرحه على المقدمة الجزرية
بقوله:
واللات مع  لأت كذا مرضات 
ويأبت وذات مع هيهات اه 
وأما حكم الوقف عليها فمختلف فيه بين القراء فمنهم من وقف بالتاء المفتوحة
تبعا للرسم، ومنهم من وقف بالهاء المربوطة خلافا له مع صحته في الرواية
وتفصيل ذلك مبسوط في كتب الخلاف تركنا ذكره هنا طلبا للاختصار، وبالنسبة
لحفص عن عاصم فإنه وقف على جميعها بالتاء المفتوحة موافقة لرسم المصحف الشريف فتأمل.
(القسم الثاني في بيان هاء التأنيث المختلف فيها بين القراء في الإفراد والجمع).وهذا القسم هو الذي أشار إليه الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية في
بعض البيت الأخير من الباب بقوله "رحمه الله تعالی":
......... وكل ما أختلف
جمعا و فردا فيه بالتاء عرف اه
ويتحصل من قوله هذا قاعدة عامة وهي أن كل ما اختلف القراء في قراءته
بالإفراد والجمع فمرسوم بالتاء المفتوحة وقد وقع ذلك في سبع كلمات في التي
عشر موضعا في القرآن الكريم ومن بين الكلمات السبع كلمتان مضافتان إلى الاسم الظاهر والخمس الباقية غير مضافة.
أما المضافتان:
فالأولى منهما: "كلمت" وقد وقعت في أربعة مواضع في التنزيل:
الأولى : قوله تعالى: (وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً(۱۱٥ ) » بالأنعام.
الثاني والثالث : قوله تعالى: (كذلك حقت كلمت ريك على الذين فسقوا أنهم لا
يؤمنون (۳۳) ، وقوله تعالى: (إن الذين حقت عليهم كلمت يك لا يؤمنون (٩٦) 
بیونس.
الرابع: قوله تعالى: {وكذلك حقت کلمت ريك على الذين كفروا أنهم أصحب النار
(6) » بغافر.
وقد اختلفت المصاحف في الموضع الثاني من يونس وكذلك موضع غافر والقياس فيهما التاء كما سيأتي.
والثانية : كلمة" غيابت
في قوله تعالى: غيبات الجب(۱۰)، (۱٥) » في الموضعين بيوسف.
أما الكلمات الخمس التي لم تضف فهي كالآتي:
الكلمة الأولى : كلمة "آیات" في موضعين:
أولهما : قوله تعالى: ءايات للسائلين (۷) > بيوسف.
وثانيهما : قوله تعالى: (وقالوا لولا أنزل عليه ءايات من ربه بالعنكبوت.
الكلمة الثانية : كلمة "الغرفات" في قوله تعالى: (وهم في الغرفات ءامنون (۳۷) »
بسبأ.
الكلمة الثالثة: كلمة بينت" في قوله تعالى: فهم على بينة منه (40) » بفاطر.
الكلمة الرابعة: كلمة" ثمرات " في قوله تعالى: (وما تخرج من ثمرات من أكمامها 
(47) » بفصلت.
الكلمة الخامسة: كلمة "جمالت" في قوله تعالى: كأنه جمالات صفر (۳۳) »
بالمرسلات.
وقد نظم كلمات هذا القسم العلامة المتولي في كتابه "اللؤلؤ المنظوم" فقال رحمه الله تعالی :
وكل ما فيه الخلاف يجري 
 جمعا وفردا فبتاء فادر 
وذا جمالت وءايات أتى 
 في يوسف والعنكبوت یافتی
وكلمات وهو في الطول معا 
 انعامه ثم بيونس معا
و الغرفات في سبأ وببنت
 في فاطر وثمرات فصلت
غيات الجب وخلف ثاني 
يونس والطول فع المعاني اه
وأما معرفة من قرأ فيها من القراء بالجمع ومن قرأ فيها منهم بالإفراد فقد تركنا
ذكره هنا مراعاة للاختصار، ومن أراده فعليه بكتب الخلاف فهو مبسوط فيها.
وأما معرفة الوقف عليها فمن قرأ فيها بالجمع وقف عليها بالتاء كسائر الجموع
ولو كان مذهبه الوقف بالهاء في الإفراد، ومن قرأ فيها بالإفراد وكان مذهبه الوقف
بالتاء وقف بها. ومن كان مذهبه الوقف بالهاء وقف بها أيضا وبالنسبة لحفص عن
عاصم فيها فقد قرأ بالجمع في ثلاث كلمات في السبع ووقف عليها بالتاء كما هو مقرر وهي كلمة "آیات" في موضعيها بيوسف والعنكبوت و"الغرفات" في سبأ
و ثمرات" في فصلت.
وأما الكلمات الأربع الباقية فهي كلمة "غيابت" في الموضعين بيوسف وكلمة
"بينت" بفاطر وكلمة "جمالت" بالمرسلات ولفظ "كلمت" في كل من الأنعام وغافر
وموضعي يونس فقرأهن حفص عن عاصم بالإفراد ووقف عليهن بالتاء المفتوحة كما مذهبه غير أن لفظ "كلمت" في موضع غافر اختلف كتاب المصاحف فيه فرسمها بعضهم بالتاء المفتوحة وبعضهم بالهاء المربوطة. وكذلك اختلف في"كلمت" في الموضع الثاني من يونس فرسمت في المصاحف العراقية بالهاء وفي
الشامية والمدنية بالتاء والأولي والقياس رسم موضع غافر والثاني من يونس بالتاء كما قال به الجمهور وإليه أشار الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في العقيلة" بعد
ما أورد الخلاف في الموضعين بقوله: "وفيهما التاء أولى" أه، قال في نهاية القول
المفيد: "وقطع ابن الجزري وغيره بأنهما بالتاء، على ذلك شراح الجزرية ثم إنك
إذا نظرت لرسمها هاء جاز لك الوقف عليهما بها لمن قرأهما بالإفراد. وإذا نظرت
لرسمهما تاء أجريتهما كنظائرهما" أه منه بلفظه.
وعلى هذا يتحصل لحفص عن عاصم حالة الوقف عليهما وجهان صحيحان:
الأول: الوقف عليهما بالتاء المفتوحة وهذا هو المشهور عند الجمهور لما تقدم
والثاني: الوقف عليهما بالهاء المربوطة ولا بأس به.
وما ذكره صاحب العقد الفريد الكبير من قوله فيهما: "إنهما رسمتا في مصاحف
العراق بالهاء وحفص من أهل العراق فوقفه عليهما بالهاء تبعا لمصحف بلده أه.
فهذا القول وإن كان صحيحا في كونهما مرسومتين في مصاحف أهل العراق بالهاء
إلا أن ما يؤخذ منه أن حفصًا ليس له فيهما إلا الوقف بالهاء فليس بذاك إذ هو
مخالف لما عليه الجمهور من ورود الرواية عنه بالوقف عليهما بالتاء أيضا وهذا
هو المشهور عنه والمعول عليه كما مر إذ أن قاعدة حفص هنا أن يقف بالتاء في
هاتين الكلمتين وسائر ما يماثلهما كما تقدم في عموم الباب. وإنما جاء عنه الوقف
عليهما هنا بالهاء أيضا مراعاة للرسم الذي كتبت به مصاحف العراق ليس إلا فافهم
ذلك. ويوافق حفصتا على الوقف بالوجهين هنا من قرأ فيهما بالإفراد وكان مذهبه الوقف بالتاء في العموم وهم أبو بكر شعبة وحمزة وخلف العاشر فتأمل، والله
الموفق
ملحوظة: كلمة "كلمت" في قوله تعالى: وتمت كلمة ربك الحسنی سورة
الأعراف، ورد خلاف رسمها، فبعض المصاحف رسمتها بالتاء ، وعليه عمل
المغاربة وبعض المصاحف رسمتها بالتاء، وعليه عمل المشارقة مثال العلامة الخراز في مورد الظمآن:
...... وفي الأعراف
كلمة جاءت على خلاف
فرجح التنزيل فيها الهاد 
ومقنع حكاهما سواء 

تعليقات