الفهرس

التفخيم والترقيق

* مقدمة :
النطق بالحروف مجردة مفردة يكاد يجيده كل من له طبيعة سليمة؛ حيث إن الحرف حينئذ لا يتأثر بحروف قبله ولا بعده، أما نطق الحروف مركبة مع حروف أخرى فهو محل الإتقان والتميز والمهارة بالأداء من شخص إلى آخر وذلك لأن الحرف لا شك أنه يتأثر بما قبله أو بما بعده والماهر هو الذي يستطيع تخليص الحرف في النطق بكامل صفاته دون أن يخل بأي منها وتفخيم الحرف أو ترقيقه يحتاج إلى انتباه وتيقظ عند الأداء؛ لأن الحروف المفخمة قد تجذب الحروف المرققة المجاورة لها فتفخم مثلها، وهذا خطأ لا يسلم منه إلا المهرة المتقنون.
* الأمثلة:
(أ) ۱- طاب  ۲- طمع  ۳- طبع  ٤- يطبع. ٥- طين
(ب) ١- يجمع    ٢- يلعب     ٣- نائمون
* الشرح :
استمع إلى نطق حرف الطاء في الأمثلة لك من معلمك. ماذا تلاحظ على صوت هذا الحرف؟ سوف تلاحظ أن هذا الحرف يملأ صوته الفم بسبب ما فيه من تفخيم. لاحظ أقصى اللسان عند النطق بهذا الحرف ماذا تلاحظ؟ ما الحروف الأخرى التي يرتفع فيها أقصى اللسان عند النطق بها؟ اذكر هذه الحروف وأدخلها في أمثلة بنفس طريقة أمثلة الطاء هل هناك فرق في درجة تفخيم هذه الحروف على حسب ترتيبها في الأمثلة؟ ناقش معلمك ثم استخلص درجات تفخيم هذه
الحروف ومراتبها.
في الأمثلة (ب) استمع جيدا إلى حروف كل كلمة من كل مثال ما الفرق بين نطق هذه الحروف وحرف الطاء وأخواته من الحروف التي يرتفع أقصي اللسان عند النطق بها؟ هل يرتفع أقصى اللسان عند النطق بهذه الحروف؟ هل يمتلئ الفم بصوت هذه الحروف عند النطق بها؟ أجب عن هذه الأسئلة بمساعدة معلمك، ومن خلال مناقشة زملائك استنتج معنى التفخيم والترقيق وحروف كل منهما.
* القاعدة:
* التفخيم
* تعريفه لغة : التسمين أو التجسيم أو التغليظ.
* اصطلاحا: سمن يدخل على جسم الحرف فيمتلئ الفم بصداه.
* حروفه: خص ضغط قظ.
* سببه: صفة الاستعلاء في هذه الحروف.
* مراتبه: اختار الإمام ابن الجزري في كتابه التمهيد أنها خمس كالآتي.
• الأولي: المفتوح الذي بعده ألف.
• الثانية: المفتوح الذي ليس بعده ألف.
• الثالثة: المضموم.
• الرابعة: الساكن.
• الخامسة: المكسور.
* الترقيق:
* لغة: التنحيف.
* اصطلاحا: نحول يدخل علي جسم الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.
* حروفه : باقي الحروف بعد حروف التفخيم ما عدا الراء والألف المدية واللام، فهي حروف ترقق وتفخم، وسيأتي الكلام غها بالتفصيل.
* تعليقات:
• تتفاوت درجات التفخيم في حروفه، فالحروف المطبقة المستعلية أكثر تفخيما من الحروف المنفتحة المستعلية وترتيبها كالآتي: (ط - ض - ص - ظ - ق -غ -خ )
• تفاوت مراتب التفخيم في الحرف المطبق المستعلي بسيط فلا يوجد فرق كبير بین تفخيم الطاء المفتوحة التي بعدها ألف والطاء المكسورة، بينما يظهر هذا الفارق في الحرف المنفتح المستعلي لدرجة أنه يطلق على تفخيمه وهو مكسور تفخيما نسبيا وهو ما سنتحدث عنه في درس منفصل .
• ذكر ابن الطحان الأندلسي للتفخيم ثلاث مراتب (المفتوح والمضموم والمكسور) والساكن ليس له مرتبة بل يلحق بمرتبة الحركة الذي قبله وفي رأينا أنه أصح مذاهب مراتب التفخيم، فالمفخم المفتوح الذي بعده ألف لا يزيد عن المفتوح في شئ إلا مقدار الزمن لوجود الألف التي تزيد في زمن استمرار نطق الحرف المفخم إلى حركتين، والحرف الساكن دائما يتأثر في الأغلب الأعم بحركة ما قبله فيأخذ مرتبة هذه الحركة.
* مراتب التفخيم عند العلامة المتولي:
• المفتوح وبعده ألف.
• المفتوح ليس بعده ألف ومعه الساكن المفتوح ما قبله.
• المضموم ومعه الساكن المضموم قبله.
• الساكن وقبله كسر.
• المكسور.


            التفخيم النسبي
* مقدمة:
الحروف المستعلية المطبقة دائما مفخمة بدرجة عالية حتى وهي مكسورة؛ وذلك بسبب ارتفاع وسط اللسان مع أقصاه إلى الحنك الأعلى عند
النطق بها. أما الحروف المستعلية المنفتحة عند نطقها مكسورة أو ساكنة بعد کسر فإن أقصى اللسان فقط يرتفع إلى الحنك الأعلى بينما وسط اللسان وطرفه ينخفضان إلى الحنك الأسفل فينشأ عن ذلك تفخيم ضعيف جدا يطلق عليه التفخيم النسبي.
* الأمثلة :
۲- غيض
(أ) ١- قيل ٢- غيض ٣- خيفة ٤- استغفار ٥- في اختلاف
(ب) ١- اقتربت.    ٢- إخراج.      ٣- أو اخرجوا
* الشرح:
• تحركت القاف والغين والخاء في الأمثلة (أ) ۱، ۲، ۳ بالكسر وفي المثالين ٤، ٥ سكنت الخاء والغين بعد كسر. اقرأ الأمثلة بعد سماعك لها من معلمك ماذا لاحظت على تفخيم هذه الحروف؟ لاحظ أنها تنطق كأنها مرققة وهو ما يسمى بالتفخيم النسبي. ناقش مع معلمك السبب.
• في الأمثلة (ب) القاف في (اقتربت) وقعت ساكنة بعد كسر هل تفخم تفخيما نسبيا كما في الغين والخاء؟ وما السبب؟ وفي المثال ۲، ۳ وقعت الخاء ساكنة بعد كسر وبعدها راء مفتوحة أو مضمومة. هل تفخم تفخيما نسبيا أم أنها تفخم بدرجة طبيعية؟ وما السبب؟ ناقش معلمك واستنتج قاعدة التفخيم النسبي قبل الاطلاع عليها.
* القاعدة:
* التفخيم النسبي: هو النطق بالحروف المستعلية المنفتحة(ق- خ- غ) وهي مكسورة أو ساكنة بعد كسر كأنها مرققة.
* السبب: وجود صفة الانفتاح في هذه الحروف.
* سبب التسمية: سمي بذلك لأنه ينسب إلى التفخيم أو لأن حروفه يكون بها نسبة من التفخيم في هذه الحالة.
* ويستثنى من ذلك :
١. الخاء الساكنة بعد كسر وبعدها راء مفتوحة أو مضمومة(لفظ إخراج) ومشتقاته مثل (اخرجوا - اخرج).
٢. القاف الساكنة بعد كسر بسبب القلقلة التي تجعلها تفخم تفخيما أقوی؛ حيث إن القلقلة تميل إلى حركة الفتح عند النطق بها على بعض الأقوال.
* تعليقات:
الخاء الساكنة بعد كسر وبعدها راء مفتوحة أو مضمومة استثنيت من التفخيم النسبي بسبب تفخيم حرف الراء المجاور لها وهو ما يسمى بالتفخيم بسبب المجاورة.


         الحروف التي تفخم وترقق
* مقدمة :
الحروف الهجائية منها ما هو مفخم دائما وهي حروف (خص ضغط قظ) وحروف ترقق دائما وهي باقي الحروف ماعدا الراء واللام والألف المدية فهي (أعني: الراء واللام والألف المدية) حروف ترقق أحيانا وتفخم أحيانا، أما الراء
فيرتفع أقصى اللسان عند نطقها مفتوحة أو مضمومة فينشأ عن هذا تفخيمها وعند نطقها مكسورة ينخفض أقصى اللسان فينشأ عن ذلك ترقيقها، واللام مرققة أصلا وإنما تفخم في لفظ الجلالة بعد فتح أو ضم على تقدير الابتداء بها والألف ما هي إلا امتداد لصوت الحرف السابق لها، فإن كان مفخما فخمت، وإن كان مرققا رققت.
* الأمثلة:
(أ) ۱- قال.  ٢- طال.   ٣- وحال.    ٤- فزدهم
ب) ۱- من الله  ٢- عبدالله  ٣- في الله.   ٤- أحد الله
ج) ١- رأي.    ٢- يبصرون   ٣- أرنا
* الشرح :
أ- وقعت الألف في الأمثلة (أ) بعد حروف القاف و الطاء والحاء والزاي، الألف في هذه الأمثلة تنشأ نتيجة إشباع حركة فتح الحرف الذي يسبقها ففي المثالين ۱، ۲ أشبعت فتحة القاف وفتحة الطاء وهما حرفان مفخمان ففخمت الألف تبعا لذلك وفي المثالين ٣، ٤ أشبعت فتحة الحاء والزاي وهما حرفان مرققان فرققت الألف تبعا لذلك.
ب- وفي الأمثلة (ب) وقع اسم الجلالة بعد حرف مفتوح في المثال (١) وحرف مضموم في المثال (۲) وحرف مكسور في المثال (۳) وكذلك في المثال (٤) بعد حرف مكسور كسرة عارضة. هل هناك فرق في نطق لام اسم الجلالة في المثالين (۱، ۲) عن المثالين (٣، ٤) ما هو الفرق؟ وما سببه؟ وهل كل لام في غير اسم الجلالة ينطبق عليها هذا الكلام؟ ناقش مع معلمك هذه الأسئلة واستخلص الإجابات التي تمكنك من الوصول إلى قاعدة التفخيم والترقيق في اللام.
ت- وفي الأمثلة (ج) حرف الراء وقع في الأمثلة مفتوحا في المثال (۱) ومضموما في المثال (۲) ومکسورا في المثال (۳) لاحظ وضع أقصى اللسان عند نطق الراء المفتوحة والمضمومة ماذا تلاحظ؟ وعلى أي شيء يدل ذلك؟ ثم لاحظ وضعه عند النطق بالراء المكسورة ماذا تلاحظ؟ عندما تكون الراء مضمومة أو مفتوحة يستعطي أقصى اللسان
ذلك تفخيم الراء وعندما تكون الراء مكسورة يستفل أقصى اللسان فتنطق الراء مرققة. ابحث مع معلمك عن الحالات الأخرى للراء التي يستعلي عند النطق بها أقصى اللسان فتفخم وعن الحالات الأخرى التي يستفل عند النطق بها أقصى اللسان فترقق.
* القاعدة :
١- الحروف التي تفخم وترقق هي الألف واللام والراء
• الألف: تفخم إذا وقعت بعد حرف مفخم، وترقق إذا وقعت بعد حرف مرقق.
• اللام: ترقق دائما إلا إذا وقعت في اسم الجلالة بعد فتح أو ضم أو عند البدء به فإنها تفخم، وإن وقعت في اسم الجلالة بعد كسر فإنها ترقق كباقي
أحوالها.
• الراء: تقع متحركة وساكنة.
أولا: المتحركة تفخم إذا كانت مفتوحة أو مضمومة، وترقق إذا كانت مكسورة، يستثني في المفتوحة( مجراها) فإن راءها مرققة للإمالة.
ثانيا: الراء الساكنة:
أ- ساكنة بعد ضم أو فتح: (تفخم) في نحو (أرجه- ترجعون) ويستثني من ذلك الراء الساكنة بعد ضم وقفا في (نذر) فيها الوجهان والترقيق أولى.
ب - ساكنة بعد کسر: (ترقق) شرذمة. ويستثنى من ذلك الراءات الساكنة بعد کسر وبعدها حرف استعلاء مفتوح في نفس الكلمة فإنها تفخم (فرقة -إرصادا - لبالمرصاد - قرطاس- مرصادا) وفي كلمة (فرق) يجوز في رائها التفخيم والترقيق وصلا ووقفا.
ج- ساكنة للوقف عليها بعد ساكن وقبل الساكن ضم: (تفخم) مثل (خسر) وقفا
د- ساكنة للوقف عليها بعد باء مدية أو لينة: (ترقق) مثل (خبير) و (خیر).
ه- ساكنة للوقف عليها بعد ساكن وقبل الساكن فتح: (تفخم) مثل ( الفجر ) وقفا ويستثني من هذه القاعدة كلمة (أستر، يستر) وقفا ففيهما الوجهان "التفخيم والترقيق والترقيق أولى" .
و- ساكنة للوقف عليها بعد ساكن وقبل الساكن كسر: (ترقق) مثل (الحجر) وقفا ويستثنى من ذلك كلمة (القطر) وقفا ففيها الوجهان والترقيق أولى ،
وكلمة (مصر) وقفا فيها الوجهان والتفخيم أولى.
ز- إذا وقعت الراء الساكنة في أول الفعل مسبوقة بهمزة وصل بعد کسر عارض متصل في كلمتها نحو "ارجع" أو منفصل في كلمة تسبقها نحو( لمن
ارتضي) فإن الراء "تفخم قولا واحدا ".
* تعليقات:
١- لا توصف الألف بتفخيم ولا بترقيق؛ لأنها امتداد لصوت الحرف السابق لها فإن كان مفخما فخمت وإن كان مرققا رققت؛ لذا فلا أصل لها في تفخيم ولا ترقيق.
٢- أصل اللام في اسم الجلالة التفخيم باعتبار الابتداء فإنك إذا ابتدأت بها دائما كانت مفخمة وترقق فقط إذا وقعت في اسم الجلالة بعد كسر. أما اللام على العموم فالأصل فيها الترقيق؛ لأنها حرف مستقل ينخفض أقصى اللسان عند النطق به.
٣- اختلفوا في الراء هل الأصل فيها التفخيم أو الترقيق والأصح أن الراء توصف بالتفخيم أو بالترقيق حسب حركتها فإن كانت مضمومة أو مفتوحة فخمت وهذا أصل فيها بسبب حركتها، وإن كانت مكسورة رققت وهذا أيضا أصل فيها بسبب حركتها .
٤- عند الوقف على الراء بالروم فإن كانت مضمومة وصلا وقف عليها بالروم مع التفخيم وإن كانت مكسورة وصلا وقف عليها بالروم مع الترقيق؛ وذلك لأن الروم هو الإتيان بجزء من الحركة فإن كان الجزء من ضم فخمت، وإن الجزء من كسر رققت.
٥- الراء في كلمة "فرق" يجوز فيها الوجهان وصلا ووقفا؛ وذلك لوجود حرف استعلاء مكسور وصلا أو ساكن للوقف عليها والأولى في الوصل الترقيق وفي الوقف التفخيم.
٦- الراء في كلمة " القطر" فيها الوجهان لوقوعها بعد حرف استعلاء ساكن بعد كسر فمن فخم جعل حرف الاستعلاء فاصلا قويا بين الحرف المكسور قبله وبين الراء فمنع تأثيره عليها ففخمت، ومن رقق لم يعتبر حرف الاستعلاء فاصلا وإنما كان الترقيق أولى؛ لأن الراء مكسورة وصلا فهی
مرققة ونفس الكلام يقال في مصر إلا أن التفخيم أولى في "مصر "لأن الراء مفتوحة وصلا فهي مفخمة.
٧- الراء في كلمة "مجراها" رققت مع أنها مفتوحة، وذلك بسبب الإمالة لأنها تعني أن ننحو بالفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء قال العلامة المتوالي :واعلم أن الحرف إذا ما اميل رقق مسجلا
٨- الراء في كلمة (يسر، أسر، نذر) فيها التفخيم والترقيق وحركة الراء في هذه الكلمات حركة بناء فمن رققها نظر إلى الأصل وهي الياء المحذوفة وإلى الوصل حيث إنها مرققة لأصالة كسرها فأجرى الوقف مجری الوصل، ومن فخمها لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل بل اعتد بالسكون العارض فأصبحت ساكنة قبلها ساكن وقبل الساكن فتح (أسر ويسر) وساكنة قبلها ضم في ( نذر ) ففخمها

تعليقات