لكل حرف كيفيات تعرض له عند النطق به، وهذه الكيفيات من شانها تمييز الحرف عن غيره، أو تحسين اللفظ به، وهذه الكيفيات يعبر عنها بالصفات التي يتصف بها الحرف سواء لازمته في كل أحواله أو في بعضها، ولولا هذه الصفات لكانت الحروف المشتركة في مخرج واحد حرفا واحدا، ولما تميز بعضها عن بعض، وسوف نتعرف على هذه الصفات بشيء من التفصيل بعد التعرف على أقسامها.
* أولا : تعريف الصفة لغة واصطلاحا:.
• لغة: ما قام بالشيء من المعاني حسيا كان كالبيض والصفرة والحمرة واللمس أو معنويا كالعلم والأدب .
اصطلاحا: كيفية تعرض للحرف عند النطق به كجريان النفس في الحروف المهموسة
وعدم جريانه في الحروف المجهورة.
* ثانيا: فوائد معرفة الصفات:
• تمييز الحروف المشتركة في المخرج، إذ لولاها كانت تلك الحروف حرفا واحدا فمن ذلك الطاء المهملة فلولا انفرادها بالاستعلاء والأطباق والجهر لكانت تاء لاتفاقهما في المخرج.
• تحسين لفظ الحروف المختلفة في المخرج
• معرفة قوي الحروف وضعيفها ليضم ما يجوز فيه الإدغام وما لا يجوز.
* ثالثا : عدد الصفات الأصلية للحروف
اختلف العلماء في عدد الصفات الحروف فمنهم من عدها (٤٤) صفة ،وبعضهم عد (٣٤) صفة ومنهم من عدها (٤۹) صفة وبعضهم زاد على ما ذكر وبعضهم عدها أقل من ذلك.
والقول المشهور عند الجمهور هو (۱۸) صفة وهو الذي اختاره الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية والطيبة وتابعه على ذلك شراح القصيدتين، وسوف نتناول صفات الحروف من خلال هذا المذهب .
* رابعا : تقسيم الصفات الى صفات ذاتية وصفات عارضة :
١. الصفات الذاتية: : الصفات اللازمة للحرف لا تفارقه أبدا في جميع احواله، مثل: الهمس، الجهر، الشدة،...،.،، إلى آخر ذلك من الصفات الذاتية التي سندرسها بالتفصيل.
٢، الصفات العارضة: وهي الصفات التي تعرض للحرف احيانا وتفارقه أحيانا أخرى. وهي التفخيم والترقيق، والحركة والسكون، والإدغام والإظهار، والإخفاء والإقلاب، والسكت والمد والقصر.
الصفات الذاتية اللازمة
* تنقسم الصرفات الأصلية إلى قسمين:
• قسم له ضد : وهو خمس وضده كذلك، وتسمى الصفات ذوات الأضداد.
* قسم لا ضد له: وهو سبع صفات وسنضيف إليها صفتين هما الغنة والخفاء
* أولا: الصفات التي لها ضد:
وهي الهمس وضده الجهر، الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط، الاستعلاء وضده الاستفال، الإطباق وضده الانفتاح، الإصمات وضده الإذلاق.
۱ - الهمس والجهر :
• الأمثلة:
أ) أفتری، أحسنتم، اشترى، أخرجوكم.
ب) أبلغ، يجمعون، يأتي، أعمي.
• الشرح:
في الأمثلة (أ) لاحظ نطق الحروف السواكن (الفاء، الحاء، الشين، الخاء): هل تشعر بوجود نفس يجري" هواء" عند النطق بهذه الحروف؟ ضع يدك أمام فمك عند نطق هذه الحروف هل تشعر بوجود هواء يخرج مصاحبا نطق هذه الحروف؟
افعل في الأمثلة (ب) مع الباء والجيم والهمزة والعين مثل ما فعلت في الأمثلة (1) هل لاحظت فرقا؟ فما هو؟ اسأل معلمك عن المسمى التجويدي لهاتين الكيفيتين اللتين لامستهما عند نطقك هذه الحروف.
• القاعدة:
° الهمس لغة: الخفاء.
° اصطلاحا: جریان النفس عند النطق بأحرفة لضعف الاعتماد عليها في المخرج
° حروفه: حثه شخص فسكت.
° الجهر لغة: الإعلان والإظهار.
اصطلاحا: عدم جريان النفس عند النطق بأحرفه لقوة الاعتماد عليها في المخرج.
° حروف: المتبقية بعد حروف الهمس العشرة.
* تعليقات:
١- عرف بعضهم الهمس بأنه ضعف التصويت بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج حتى يجري النفس معه، وعرف الجهر بقوة التصويت بالحرف لقوة الاعتماد عليه في المخرج حتى لا يجري النفس معه.
٢- عرف بعض علماء الصوتيات الهمس بعدم وجود زمير عند النطق بالحرف المهموس ووجوده عند النطق بالحرف المجهور. ويعني بالزمير اهتزاز منطقة الحنجرة عند النطق بالحرف المجهور وعدم اهتزازها عند النطق بالحرف المهموس، ويلاحظ ذلك من خلال لمس هذه المنطقة عند
النطق بالحرف .
٢- الشدة والرخاوة وهم التوسط:
• الأمثلة :
أ) يكتب، اقترب، تتلی.
ب) يسمعون، اضرب، يهتدون.
ج) أنعمت، ألقي، أمواتا۔
• الشرح:
لاحظ نطق الحروف الساكنة في الأمثلة (أ) وهي على الترتيب (الكاف، القاف، التاء) أستمع جيدا لصوت هذه الحروف؛ هل يستمر ويزداد النطق به؟ جرد هذه الحروف من كلماتها ثم أدخل عليها همزة وصل، حاول أن تمد صوتك بنطق هذه الحروف ماذا تلاحظ؟ اسأل معلمك عن معنى هذه الكيفية.
افعل ذلك مع الأمثلة (ب) في الحروف (السين، الضاد، الهاء) وكذلك مع الأمثلة (ج) في الحروف (النون، اللام، الميم) هل الكيفية واحدة في نطق هذه الحروف مع الأمثلة (أ) أم هناك فرق؟ حدد هذا الفرق ثم حاول أن تصل إلى مسمى هذه الكيفية بمساعدة معلمك.
• القاعدة:
- الشدة:
° لغة: القوة.
° اصطلاحا: انحباس جریان الصوت في مخرج الحرف عند النطق به القوة اعتماده على المخرج.
° حروفه: مجموعة في كلمات (أجد قط بكت).
- التوسط:
° لغة: الاعتدال.
° اصطلاحا: اعتدال جریان صوت الحرف عند النطق به بحيث لا ينحبس تماما كحروف الشدة ولا يجري تماما كحروف الرخاوة.
° حروفه: مجموعة في (لن عمر).
- الرخاوة:
° لغة: اللين.
° اصطلاحا: جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف اعتماده على المخرج.
° حروفه: باقي حروف الهجاء بعد حروف الشدة وحروف التوسط.
* تعليقات:
١- الفرق بين الصفات الثلاثة قائم على حبس جريان الصوت في الشدة وجريانه في الرخاوة وعدم كمال جريانه في حروف التوسط.
٢- يلاحظ على الصفات الخمسة السابقة: (الجهر - الهمس - الشدة - التوسط - الرخاوة) الآتي:
أ) كل حروف الهمس رخوة إلا الكاف والتاء فإنهما شديتان مهموستان.
ب) كل حروف الشدة مجهورة إلا الكاف والتاء فإنهما مهموستان.
ج) كل حروف التوسط مجهورة.
د) الهمس والرخاوة صفتان متلازمة في النطق بمعنى نطق الحرف الرخوي المهموس يجري الصوت ومعه النفس في نفس الوقت.
ه) الشدة والهمس صفتان متتابعتان بمعنى أن الحرف الشديد المهموس تحدث فيه أولا صفة الشدة ثم تليه مباشرة دون قطع صفة الهمس ولذا يجد البعض صعوبة في نطق الكاف والتاء الساكنتين وقد نبه ابن الجزري على ذلك بقوله:
وراع شدة بكاف وبتا
كشكرككم وتتوفي فتنتا
٣- الإستعلاء والاستفال:
• الأمثلة :
أ) ضرب، خلاق، قوم، صبرا.
ب) دخلوا، نعم، سبق، حلیم.
الشرح:
الضاد، والخاء، والقاف، والصاد حروف من كلمات في الأمثلة (أ) جرد هذه الحروف من كلماتها ثم سكنها وأدخل همزة قطع أو وصل، ثم انطق هذه الحروف، ولاحظ وضع اللسان خاصة أقصاه عند النطق بها ماذا تلاحظ؟ وما أثر ذلك على صوت هذه الحروف؟ وبما تسمي ما يحدث للسان عند النطق بهذه الحروف؟ ناقش معلمك لتحصل على إجابات صحيحة؟ افعل مع الدال، والنون، والسين، والحاء في الأمثلة (ب) مثل ما فعلت في الأمثلة (أ) ولاحظ الفرق من خلال الإجابة على نفس الأسئلة السابقة مع هذه الحروف.
• القاعدة:
- الاستعلاء
• لغة: العلو والارتفاع.
• اصطلاحا: ارتفاع أقصى اللسان عند النطق بحروفه إلى الحنك الأعلى.
• حروفه: سبعة حروف مجموعة في (خص ضغط قظ).
- الإستفال:
• لغة: ضد الاستعلاء وهو الانخفاض.
• اصطلاحا: انخفاض أقصى اللسان عند النطق بأغلب حروفه.
• حروفه: الحروف المتبقية من الحروف الهجائية بعد حروف الاستعلاء
* تعليقات:
١- قال المرعشي في جهد المقل المعتبر في الاستعلاء: استعلاء أقصى اللسان سواء استعلي معه بقية اللسان أولا .
٢- الاستعلاء صفة ذاتية ينتج عنها صفة عرضية وهي صفة التفخيم وهذا يعني أن كل حرف مستعل فهو مفخم، والاستفال صفة ذاتية ينشأ عنها صفة عرضية وهي صفة الترقيق، وعليه فإن كل حرف مستفل يرقق إلا الراء واللام والألف المدية فإنها مفخمة في بعض الأحيان.
۳- معنى جملة (خص ضغط قظ) تعني احتمي من الحر الشديد ولو في خص ضيق.
٤ - الأطباق والانفتاح
• الأمثلة:
أ) فاطلع، اصبر، اضرب، أظلم.
ب) اعلموا، ألوانكم، أحسن، أكبر.
الشرح:
في الأمثلة (أ) جرد (الطاء، والصاد، والضاد، والظاء) من كلماتها ثم سكنها وأدخل عليها همزة وصل ثم أنطق الحروف. تمهل قليلا قبل أن تنتهي من نطق الحرف، وحاول أن تحدد وضع اللسان. اذكر ما وصلت إليه لمعلمك، وحاول أنت وزملاؤك وصف هذا الوضع. افعل في الأمثلة (ب) في (العين، واللام، والحاء، والكاف) ما فعلته في الأمثلة (أ) ثم اسأل نفسك هل ارتفع أقصى ووسط اللسان إلى الحنك الأعلى وانطبق عليه أم ماذا؟ أجب ثم حدد الفرق بين هذه الكيفية والكيفية في الأمثلة (أ) .
• القاعدة:
- الإطباق:
• لغة: الالتصاق.
• اصطلاحا: انطباق أقصى ووسط اللسان على الحنك الأعلى عند النطق بحروفه وانحصار الصوت بينهما.
• حروفه: أربعة وهي (الصاد، والضاد، والطاء، والظاء).
- الإنفتاح:
• لغة: الافتراق.
• اصطلاحا: انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى عند النطق بالحرف فلا ينحصر الصوت بينهما لذا
سمي منفتحا.
• حروفه: خمسة وعشرون حرفا المتبقية بعد حروف الإطباق الأربعة.
* تعليقات:
١- أقوى حروف الإطباق الطاء المهملة لجهرها وشدتها، وأضعفها الظاء المعجمة لرخاوتها، وأما الصاد والضاد فمتوسطتان.
۲- معنی انطباق اللسان أي قربه من الحنك الأعلى بشدة حتى أنه قد يلتصق بالحنك الأعلى في بعض حروفه.
٣- لابد أن يرتفع وسط اللسان مع اقصاه عند النطق بحروف الإطباق وهو ما يعبر عنه والقول في التعريف انطباق أقصى ووسط اللسان أدق من غيره. وأما ارتفاع أقصى اللسان فقط فلا يحقق الإطباق بل هو استعلاء كما تقدم.
٤ - الإطباق أخص من الاستعلاء لأنه يلزم من الاطباق الاستعلاء ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق فكل مطبق مستعل وليس كل مستعل مطبقا.
ه- الإذلاقة والأصمات
• الأمثلة:
أ) افتری، ابتغى، أمشاج، ارتضي.
ب) اقتربت، فليضحكوا، أعمالكم، اجتثت.
• الشرح:
انطق الكلمات في الأمثلة (أ) ودقق النطق بالحروف (الفاء، والباء، والميم، والراء) ماذا تلاحظ عند نطقك بهذه الحروف من حيث صعوبة أو سهولة نطقها؟ فإن كانت سهلة في النطق فما السبب؟ اسأل معلمك بعد وصولك للإجابة الصحيحة. افعل ذلك مع حروف (القاف، والضاد، والعين، والجيم) في الأمثلة (ب) وحاول أن تذكر الفرق والسبب.
• القاعدة:
- الذلاقة
• لغة: الفصاحة والخفة.
• اصطلاحا: خفة وسهولة النطق بحروفها لخروج هذه الحروف من ذلق اللسان أو الشفة (أي من طرفيهما).
• حروفها: مجموعة في (فر من لب).
والحروف التي تخرج من طرف اللسان (الراء، اللام، النون) ومن الشفة (الفاء، الميم، الباء) وتسمى بالحروف المذلقة أو الإذلاق وكلها مترادفة.
- الإصمات:
• لغة: المنع أو الثقل.
• اصطلاحا: منع حروفه من أن يبني منها وحدها في كلام العرب كلمة رباعية الأصول أو خماسية الأصول لثقلها على اللسان فلابد أن يتخللها حرف من حروف الذلاقة. وتعرف هذه الصفة أيضا بصعوبة النطق بحروفها الخروجها بعيدا عن طرف اللسان والشفة وهو تعريف عليه مأخذ لعدم تحققه
في جميع حروفه.
• حروف الإصمات: الحروف المتبقية من حروف الهجاء بعد حروف الإذلاق.
• تعليقات :
١- هاتان الصفتان لا علاقة لهما ولا دخل في تجويد حروفهما إن هما حكم فقط إن صح على سهولة أو صعوبة نطق الحرف.
۲- ترك كثير من العلماء الكلام عن هاتين الصفتين لما تقدم من أسباب.
٣- قال ابن الجزري في صفات الحروف التي لها ضد:
صفاتها جهر ورخو مستفل
منفتح مصمتة والضد قل
مهموسها فحثه شخص سكت
شديدها لفظ أجد قط بكت
وبين رخو والشديد لن عمر
وسبع علو خص ضغط قظ حصر
وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة
وفر من لب الحروف المذلقة
تعليقات
إرسال تعليق