قد وردت أحادیث متواترة تبين أن القرآن نزل على سبعة أحرف فعن ابن عباس - رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله : " أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف .
ما هي الأحرف السبعة؟
قد اختلفت آراء العلماء في تفسير الأحرف السبعة إلى أقوال عدة وصلت إلى خمسة وثلاثين قولا، والذي يرجحه المحققون من العلماء مذهب أبي الفضل الرازي وهو أن المراد بهذه الأحرف: الأوجه التي يقع بها التغاير والاختلاف بين القراءات وهي لا تخرج عن سبعة.
• الأول: اختلاف النساء في الإفراد والتثنية والجميع والتذكير والتأنيث، فقد قرئ لفظ "مسكين " من قوله تعالى: (فدية طعام مسكين) بالجمع مساكين" و بالافراد "مسكين"، ولفظ أخويكما من قوله تعالى : (فأصلحوا بين أخويكم) بالتثنية "أخويكم" وبالجمع إخوتكم".
• الثاني: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع و أمر، فقد قرئ تطوع من قوله تعالى: (فمن تطوع خيرا ) بصيغة المضارع ' يطوع " ويصيغة الماضي " تطوع ، وقرئ " قال " من قوله تعالى: (قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ) بصيغة الأمر " قل " وبصيغة الماضي قال .
• الثالث: اختلاف وجوه الإعراب فقد قرئ " آدم " من قوله تعالى: ( فتلقى ءادم من ربه كلمات ) برفع ادم ونصب كلمات وقرئ بنصب ادم ورفع كلمات.
• الرابع: الاختلاف بالنقص والزيادة، فقد قرئ قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم) بزيادة الواو قبل " سارعوا " وبحذفها .
• الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير، فقد قرئ قوله تعالى:( وقاتلوا وقتلوا ) بتقديم " قتلوا " على " قاتلوا " والعكس.
• السادس: الاختلاف بالإبدال فقد قرئ قوله تعالى: (فتبينوا أن تصيبوا ) فتثبتوا أن تصيبوا" بإبدال الباء ثاء، والياء باء، والنون تاء.
• السابع: الاختلاف في اللهجات كالفتح والإمالة والإظهار والإدغام وغير ذلك من تسهيل وتحقيق وتفخیم و ترقیق.
الحكمة من نزول القرآن على الأحرف السبعة:
١. التيسير والتخفيف على الأمة، حيث تنوعت لهجاتها واختلفت لغتها، وقد نزل القرآن بالأحرف السبعة تيسيرا على أصحاب اللهجات المختلفة كي يتمكنوا من قراءة القرآن
٢. الدلالة على صدق رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعجزة له حيث يقرأ بهذه الأحرف
المختلفة واللهجات المتعددة وهو النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب.
٣. إعظام أجور هذه الأمة من حيث تتبع هذه القراءات وجمعها وحفظها وتتبع معانيها.
منشأ اختلاف القراءات:
إن اختلاف القراءات ليس اختلاف تضاد ولا تناقض، وإنما هو اختلاف تنوع وتغاير ويرجع ذلك الأختلاف إلى أسباب عديدة منها:
١. نزول القرآن على سبعة أحرف
٢. اختلاف ما تلقاه الصحابة من النبي - صلى الله عليه وسلم - فمنهم من أخذ بحرف ومنهم من أخذ بأكثر من حرف.
٣. أن الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - لم يكتف بارسال المصاحف واحدها الى الامصار لتعليم القران وإنما أرسل معها جماعة من قراء الصحابة يعلمون الناس ما تلقوه مشافهة من النبي - صلى الله عليه وسلم - شرط موافقة رسم المصحف المرسل إليهم .
٤.تمسك كل إقليم بما تلقوه من الصحابي مشافهة وتركوا ما عداه ولهذا ظهر الخلاف بين القراءات.
القراءات القرآنية وعلاقتها بالأحرف السبعة:
تعريف القراءات المتواترة:
هي عبارة عن اختلاف الكيفيات في تلاوة اللفظ القرآني المنزل علی النبي ونسبتها إلى قائليها المتصل سندهم برسول الله
القراءات العشر المتواترة :
١- قراءة الإمام نافع وله راويان قالون وورش
۲- قراءة الإمام ابن كثير وله راویان البزي وقنبل.
٣- قراءة الإمام أبي عمرو وله راویان الدوري والسوسي
٤- قراءة الإمام ابن عامر وله راویان هشام وابن ذكوان.
٥- قراءة الإمام عاصم وله راویان شعبة وحفص .
٦- قراءة الإمام حمزة وله راويان خلف وخلد.
۷- قراءة الإمام الكسائي وله راويان أبو الحارث و الدوري.
٨- قراءة الإمام أبي جعفر وله راویان این وردان وابن جماز .
الجزء الأول: مقدم من علم التجويد
٩- قراءة الإمام يعقوب وله راويان رويس وروح
۱۰- قراءة الإمام خلف العاشر وله راوپان إسحاق وإدريس.
ملحوظة:
نسبة القراءة إلى هؤلاء العشرة هي نسبة أختيار ومداومة وملازمة وإقراء وليست نسبة اختراع أو ابتكار فكل هذه القراءات واردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتواتر مما تلقاه مشافهة من جبريل عليه السلام-، قال الإمام نافع: قرأت على سبعين من التابعين، فما اتفق عليه اثنان أخذت به، وما انفرد به أحدهم تركته، فهذا يدل على معنى الاختيار ونسبه القراءة للإمام.
علاقة القراءات بالأحرف السبعة :
القراءات العشر هي جزء من الأحرف السبعة وليست حرفا واحدا منها وليست هي كل الأحرف السبعة بدليل أن هناك من هذه الأحرف ما نسخ في زمن النبی - صلى الله عليه وسلم - وليست حرفا واحدا بدلیل اختلاف القراءات وتنوعها وهذه القراءات موافقة للرسم العثماني تحقيقا أو احتمالا
تعليقات
إرسال تعليق